الاعتناء بالعلم والتعلم المستمر ضرورة وليس خياراً
العلم بحرٌ مَعْرِفيٌّ واسعٌ عميقٌ، متنوِّع المصادر والموارد والمناهج، ورغم اتِّساعه وتنوُّعه فإنَّه إجمالًا من الأمور القليلة الَّتي أجمعت البشريَّة في ماضيها وحاضرها على أهمِّيَّته وقيمته، وتنافست من قديمٍ في تحصيله، والخوض في ميادينه، والاستفادة من مكتسباته، فكان العلمُ مصدرَ القوَّة والدَّعم الأساسيِّ لبناء الحضارات، وكان المقياس الأوَّل لتقدُّم الشُّعوب والأمم.
وكلَّما نهلت البشريَّة من بحر العلم ازداد إدراكها لقيمته وأهمِّيَّته، فازداد شغفها وإقبالها عليه، وما نراه ويحيط بنا في هذا العصر من ثورةٍ تكنولوجيَّةٍ وصناعيَّةٍ ما هو إلَّا أحد مظاهر تجلِّيات ذلك الشَّغف العلميِّ.
فالحديث عن أهمِّيَّة العلم وترسيخ قيمته في نفوس الجيل الجديد وعموم النَّاس ليس ضربًا من التَّرَف الفكريِّ، أو دعوةً إلى أمرٍ مَظْهريٍّ تَحسينيٍّ، فالعلم اليوم ضرورةٌ، والأخذ بأسبابه واجبٌ حتميٌّ، وحاجة المجتمعات إليه أعظم من حاجتها إلى الطَّعام والشَّراب
وأوَّل وأيسر أسباب تحصيل العلم والمعرفة القراءة الواعية، فهي سلاحٌ قويٌّ يُمكِن لكلِّ فردٍ أن يتسلَّح به، فيدفع عن نفسه الجهل والخرافة، ويُحصِّل به خبرات أجيالٍ سابقةٍ، وقد قيل: (القراءة تُضيف لعمر الإنسان أعمارًا أخرى).
والقراءة الجادَّة الدَّؤُوبة في تخصُّصٍ علميٍّ ما تجعل القارئ مع الوقت مُتخصِّصًا ومدركًا لأسرار هذا التَّخصُّص وأبعاده، فإذا أضاف إلى ذلك الممارسة العمليَّة والتَّجربة الميدانيَّة، فلا شكَّ أنَّه سيكون عالمًا فَذًّا في تخصُّصه، قادرًا على الابتكار والإبداع فيه، ومفيدًا لأمَّته ومجتمعه.
فطريق تحصيل العلم والأخذ بأسبابه ومنافسة الأمم على مصادره طريقٌ سهلٌ لمن امتلك العزيمةمع الهمة والإدارك التام لقيمة العلم والتعلم، وكلُّ صعوبةٍ سيلقاها في هذا الطَّريق ستضمحلُّ أمام صبره، بل وستستحيل لذَّةً ومغامرةً ممتعةً تقوده إلى الشغف بالعلم والتعلم المستمر الذي سيؤدي إلى العديد من المكتسبات المهمة في حياته تبدأ من تعزيز احترامه لذاته واحترام الأخرين له وتأثيرها الكبير في نجاحه في الحياة وتعزيز فرصه الوظيفية أو الإنتاجية إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أثر ذلك على نمو المجتمع وليس الفرد فحسب.
من هذا المنطلق نسعى لتقديم عدة مبادرات من خلال مشروعنا الرائد لتقديم برامج ودورات تعليمية مجانية للناس حول العالم بلغات متعددة
نرجو المشاركة في الاستبيان حول الجوانب التي ترغب التطوير والتعلم من خلالها لنسعى لتحقيقها من خلال مبادارتنا القادمة أو من الخلال الشراكات مع الجهات التي تقدمها